
قانون مكافحة الاحتكار، ويُعرف أيضاً بقانون المنافسة، هو إطار قانوني يهدف إلى منع الممارسات التجارية غير العادلة وضمان استمرار المنافسة في الأسواق. يركز هذا القانون بشكل أساسي على تقييد أو منع الاتفاقيات المناهضة للمنافسة، وإساءة استخدام المراكز المهيمنة، وعمليات الاندماج التي قد تحد من المنافسة السوقية. تُعتمد هذه القوانين عالمياً كأدوات رئيسية لحماية مصالح المستهلكين، وتحسين الكفاءة الاقتصادية، وتعزيز الابتكار. وترتكز فلسفة قانون مكافحة الاحتكار على أن المنافسة الصحية في السوق تؤدي إلى انخفاض الأسعار، ورفع جودة المنتجات، وزيادة الخيارات أمام المستهلكين.
تعود جذور قانون مكافحة الاحتكار إلى أواخر القرن التاسع عشر في الولايات المتحدة، حيث سيطرت شركات صناعية ضخمة (تُعرف باسم "الاحتكارات الصناعية") على قطاعات رئيسية. وقد مثّل صدور قانون شيرمان لمكافحة الاحتكار عام 1890 بداية عصر قوانين مكافحة الاحتكار الحديثة. ومنذ ذلك الحين، شهد الإطار القانوني تطورات متواصلة:
المحطات التاريخية
نماذج الممارسة العالمية
يشمل قانون مكافحة الاحتكار الحديث عادة ثلاثة عناصر رئيسية تشكل الإطار التنظيمي للسلوكيات المناهضة للمنافسة:
حظر الاتفاقيات المناهضة للمنافسة
حظر إساءة استخدام المركز المهيمن
الرقابة على عمليات الاندماج
مع توسع المنصات الرقمية وتنامي الشركات التقنية الكبرى، تواجه قوانين مكافحة الاحتكار التقليدية تحديات متجددة:
ديناميكيات السوق الجديدة
الابتكار في التنفيذ
التنسيق العالمي
يعد قانون مكافحة الاحتكار أساساً لاقتصادات السوق، إذ يضمن المنافسة العادلة، ويعزز الابتكار، ويحمي مصالح المستهلكين. ومع استمرار تطور الأسواق، يواصل القانون التكيف مع الواقع الجديد والتحديات التنافسية. ويتطلب تطبيق سياسة مكافحة الاحتكار الفعالة إطاراً قانونياً متيناً، وقدرات تنفيذية عالية، وتعاوناً دولياً لبناء بيئة سوقية عالمية أكثر عدالة وكفاءة.
مشاركة


