‏تجارة "تآكل العملة": عندما يصرخ الذهب ويصمت الدولار

-
في الأسواق المالية، هناك ضجيج يومي نراه على الشاشات، وهناك "تيارات عميقة" لا يلاحظها إلا من يراقب حركة رؤوس الأموال الذكية.

الرسم البياني المرفق يلخص قصة اقتصادية كاملة في صورة واحدة، قصة عنوانها: Debasement Trade أو "تجارة تآكل العملة".
-
ماذا تخبرنا الخطوط؟
منذ اجتماع "جاكسون هول" (Jackson Hole) في أغسطس الماضي، وتلميحات الفيدرالي بالتيسير النقدي، حدث افتراق حاد في مسارات الأصول:

الفضة (الخط البنفسجي): تحلق بعيداً في الصدارة، محققة أداءً مذهلاً يتجاوز الجميع.

الذهب (الخط الأسود): يتبعها بثبات، مؤكداً دوره التاريخي.

الدولار (الخط الأزرق): يبدو مستقراً في مكانه.

البيتكوين (الخط الأصفر): والمفاجأة هنا، أنه تراجع بوضوح في هذه الفترة المحددة، مخالفاً سردية "الذهب الرقمي" مؤقتاً.
-
ما وراء الأرقام:
هذا المشهد يعني شيئاً واحداً:

السوق يخشى على قيمة النقود أكثر مما يطمع في أرباح الشركات.

عندما يرتفع الذهب والفضة بهذه القوة بينما الدولار "ثابت"، فهذا يعني أن الدولار ثابت فقط أمام العملات الورقية الأخرى الضعيفة مثله، لكنه ينهار أمام الأصول الحقيقية.

هذه هي خدعة التضخم النقدي؛ العملة لا تخبرك أنها فقدت قيمتها، بل سعر "الأشياء الحقيقية" هو من يخبرك بذلك.
-
المفارقة الكبرى:
بينما يركز الإعلام على تحركات الأسهم (S&P 500) التي صعدت بشكل معتدل، كانت الثروات الحقيقية تُصنع في صمت داخل أسواق المعادن.

الفضة، التي طالما كانت في الظل، تعود لتلعب دور "الرافعة المالية" للذهب، مقدمة عوائد ضخمة لمن آمن بأن طباعة النقود لها ثمن لا مفر منه.
-
الخلاصة:
هذا الرسم البياني هو تذكير قاسٍ بأن "الحفاظ على القوة الشرائية" قد يكون أهم من "الربح الرقمي".

في الفترات التي تشم فيها الأسواق رائحة التيسير النقدي، تعود الأموال إلى جذورها: المعادن النفيسة.

أما العملات الورقية، فهي مجرد عداد يقيس سرعة تآكل ثروتك إذا لم تحمها.

هل محفظتك جاهزة لمواجهة تآكل العملة،
أم أنك تعتمد كلياً على النقد الورقي؟

تابعني للمزيد #GateNovTransparencyReportReleased