هل تريد حقًا جني الأموال في عالم العملات الرقمية؟ بدلاً من الاستماع إلى الشائعات، من الأفضل أن تفهم أولاً الأساسيات المنطقية للتداول.

لقد قمت بالتداول لمدة ثماني سنوات، وأكبر مكافأة حصلت عليها ليست في التقاط موجة ارتفاع مفاجئة، بل في تلخيصي لثماني قواعد ثابتة من خلال التجربة والخطأ المتكرر. أراجعها قبل كل عملية دخول، وبفضل هذه المبادئ، تمكنت من البقاء على قيد الحياة خلال جولات التصحيح المتكررة. اليوم سأفصل هذه النصائح وأشاركها، على أمل أن تساعد من لا زال يتعلم ويجد طريقه بشكل أقل انحرافًا.

**يجب أن تتوافق الموجة الصغيرة والاتجاه الكبير**

الكثير من الناس يركزون فقط على مخطط اليومي ويظنون أنه لا يوجد مجال للتداول، لكن هذا فخ كبير. نفس الشمعة، إذا نظرت إليها على إطار زمني لمدة 30 دقيقة، ستبدو القصة مختلفة تمامًا. الشمعة التي تظهر كأنها ستنخفض، على الإطار الزمني الصغير قد تكون مجرد تصحيح، وفي اليوم التالي قد تتغير وتصبح شمعة صاعدة كبيرة. لهذا السبب، من الضروري النظر إلى مخطط الـ30 دقيقة عند التداول القصير—فقط عندما يتوافق إيقاع الموجة الصغيرة مع السوق العام، يكون من الجدير اتخاذ قرار.

**إذا انحرف الاتجاه الكبير، فكل الجهود عبثية**

أخطر شيء في التحليل الفني هو اختيار الاتجاه الخاطئ. عندما تتعرض بنية السوق لخلل، وتصبح إشارات الاتجاه غير واضحة، من الأفضل أن تبتعد وتراقب عن كثب. التداول وفقًا للاتجاه يتطلب احترام إيقاع السوق. إذا اختل الإيقاع، فكلما زادت عملياتك، زادت خسائرك.

**لا فائدة من العملات التي لا تحظى بشعبية، حتى لو كانت تقنياتها ممتازة**

هذه حقيقة واقعية لكنها مهمة جدًا—العملات التي لا تمتلك موضوعًا، أو اهتمامًا، أو سيولة، حتى لو كانت تقنياتها مثالية، قد تتعرض للخسارة عند البيع. سوق العملات الرقمية سريع التغير، وإذا لم تلتقط الاتجاه السائد، فستجد نفسك محاصرًا بسهولة.

**لا تضع خطة وتتنصل منها عند التنفيذ**

أصعب شيء هو الالتزام بالخطة، وليس كتابتها فقط. عندما تتقلب السوق، من السهل أن تتأثر بمشاعر السوق وتقوم بزيادة حجم الصفقة أو إغلاقها مبكرًا. الصفقات التي لا تتبع خطة غالبًا ما تكون مدفوعة بالمشاعر، وتكون نسبة خسارتها عالية جدًا. حدد نقاط جني الأرباح والخسارة، واتباع الخطة، ولا تدع تغيرات السوق المفاجئة تشتت انتباهك.

**آراء الآخرين يمكن أن تكون مرجعًا، لكن الاعتماد عليها فقط خطأ**

ما يقوله المشاهير، أو الإجماع في المجتمع، يمكن أن تسمعه، لكن لا تعتبره أمرًا مقدسًا. كل شخص لديه قدرة تحمل مخاطر مختلفة، وحجم حساب مختلف، وأسلوب تداول خاص. الاستراتيجية التي تناسب شخصًا قد لا تناسبك. المهم أن تتعلم التحليل المستقل وتطوير قدرتك على الحكم.

**حدد الاتجاه العام أولاً، ثم اختر العملات المحددة**

الكثير من الناس يختارون العملات بشكل عشوائي، وهذا خطأ. إذا ارتفع سعر البيتكوين، فمن المرجح أن تتبعها الإيثيريوم؛ وإذا انخفض، فحتى العملات الصغيرة التي كانت تتوقع أن تتفوق لن تنجو من الانخفاض. حدد الاتجاه بشكل صحيح، والباقي هو اختيار العملات التي تتبع الاتجاه بقوة. إذا كان الاتجاه صحيحًا، فكل شيء يسير بسلاسة، وإذا كان خاطئًا، فحتى الجهد لن ينقذك.

**اشترِ أثناء الصعود، ولا تنتظر "الارتداد الفوري"**

الكثير من الناس يعشقون التوقع عند القاع. ينتظرون أن يصل السعر إلى أدنى نقطة ثم يدخلون، لكنهم يطيلون الانتظار، ويصبح السعر أدنى، وفي النهاية إما يتعرضون للخسارة أو يفوتون الفرصة تمامًا. السوق دائمًا يسير في الاتجاه الأقل مقاومة، وهو الشراء عندما يبدأ السعر في الارتفاع. قد يبدو الأمر وكأنه شراء عند القمة، لكنه في الواقع أكثر الطرق توفيرًا للجهد وأعلى نسبة نجاح.

**بعد تحقيق أرباح كبيرة أو خسائر فادحة، يجب أن تتوقف وتعيد تقييم الوضع**

هذه ربما تكون أهم قاعدة. بعد أن تربح مبلغًا كبيرًا أو تخسر، غالبًا ما يفقد الإنسان توازنه النفسي—عندما تربح، يزداد ثقته بنفسه بشكل مفرط، وعندما يخسر، يدخل في حالة من الخوف. في هذه الحالة، أفضل تصرف هو أن تترك الصفقة وتوقف، وتعيد تقييم السوق، وتمنح نفسك وقتًا لتعديل مزاجك. فهم سبب الربح أو الخسارة في هذه الجولة، ثم العودة للتداول، هو المفتاح. بعد سنوات من التجربة، ثبت أن التوقف لفترة بعد الأرباح أو الخسائر الكبيرة يعيد توازن النفس، ويزيد دقة القرارات بنسبة تزيد عن 90%.

لا توجد سر في عالم العملات الرقمية، فقط تكرار اختبار هذه المبادئ الأساسية. مع مرور الوقت، تصبح هذه القواعد جزءًا من غريزتك، وهي السبب في بقائك على قيد الحياة.