ورقة بحثية جديدة لمؤلف "البجعة السوداء": هل الاستثمار بدون وقف الخسارة أكثر أماناً؟ المخاطر الهيكلية الخفية وراء ذلك

أشار مؤلف نظرية “البجعة السوداء” نسيم نيكولاس طالب في ورقته البحثية الجديدة إلى أن العديد من الأشخاص لديهم وهم أمان خاطئ تجاه مفهوم “وقف الخسارة”. وأكد أن وقف الخسارة ليس تعويذة سحرية لتقليل المخاطر، بل هو أداة تركز احتمالية الخسارة المتفرقة في نقطة سعر واحدة، مما يخلق “مخاطر ذروة خفية” يصعب ملاحظتها ولكنها أكثر خطورة.

(ملخص سابق: هل فقد مؤشر الهروب من قمة البيتكوين فعاليته؟ كيف يعيد المستثمرون معايرة استراتيجياتهم؟) (خلفية إضافية: كيف تتجاوز شتاء البيتكوين؟ استراتيجيات وتوصيات وتقدير القاع)

في 4 ديسمبر، شارك نسيم نيكولاس طالب، مؤلف “نظرية البجعة السوداء”، عبر منصة X ورقته البحثية الجديدة “التداول مع وقف الخسارة”، مما أثار اهتماماً كبيراً في الأوساط المالية. وطرح استنتاجاً معاكساً للحدس: “وقف الخسارة” ليس الحل السحري الذي يعتقده المستثمرون، بل قد يخلق مخاطر جديدة. هذا الرأي لا يتحدى فقط المفاهيم الاستثمارية السائدة، بل يدفع أيضاً العديد من المشاركين في السوق، الذين اعتادوا اعتبار “وقف الخسارة” أداة أساسية لإدارة المخاطر، إلى إعادة النظر في منطق تداولهم.

باختصار، أهم فكرة في الورقة البحثية تتلخص في عبارة واحدة: وقف الخسارة لا يقلل المخاطر، بل يضغطها من شكلها الطبيعي والمتفرق إلى نقطة انفجار مركزة وهشة.

لماذا ليس وقف الخسارة هو “آلية الحماية” التي تعتقدها؟ يعتقد المستثمرون عادة أنه بمجرد تحديد وقف الخسارة، يمكنهم تقييد الخسارة القصوى وعدم فقدان السيطرة على النتائج النهائية. ومع ذلك، يشير طالب إلى أن هذا اعتقاد خاطئ ظل طويلاً في أوساط الاستثمار. فعند عدم وجود وقف خسارة، هناك العديد من احتمالات الخسارة لمركز استثماري: 5% أو 10% أو 20% أو حتى 80%، وتوزع هذه النتائج بشكل طبيعي على نطاقات متعددة، مثل شاطئ رملي مستوٍ.

لكن عند تحديد وقف خسارة مثلاً عند -5%، يتغير الوضع تماماً. النتائج التي كانت يمكن أن تحدث عند -10% أو -20% أو حتى -80% لا تختفي فعلياً، بل يتم ضغطها وتجميعها عند نقطة -5% فقط.

ووصف طالب هذا المفهوم بمصطلح فيزيائي: “كتلة ديراك” — أي أن التوزيع الذي كان أصلاً سلساً يتم ضغطه بشكل حاد ليصبح قمة مركزة للغاية. وبكلمات أبسط: وقف الخسارة يجعل كل النتائج السيئة المحتملة تتكدس في نقطة واحدة، لتصبح منطقة تركيز مخاطر هشة وظاهرة للجميع.

مسار السوق يتغير: وقف الخسارة ليس ثابتاً بل يؤثر على السوق أشار طالب إلى أنه بمجرد تحديد وقف الخسارة، لم يعد المسار السعري للأصل المالي عشوائياً كما كان، بل يصبح بمثابة “تفاعل مع جدار”. كلما اقترب السوق من نقطة وقف الخسارة، زادت احتمالية تغيير سلوك المستثمرين وظهرت تأثيرات تركز السيولة.

بالإضافة إلى ذلك، لا توجد نقاط وقف الخسارة بشكل منفصل، بل تتجمع مع نقاط وقف خسارة لمستثمرين آخرين لتكوّن منطقة سيولة ضخمة وهشة في السوق. وسينجذب السعر طبيعياً إلى تلك المنطقة لأنها تحتوي على كمية كبيرة من الأوامر المعلقة في انتظار التنفيذ.

لذا فإن سلوك وقف الخسارة، الذي يبدو أنه “يقلل المخاطر”، في الحقيقة يخلق مخاطر جديدة غير متصلة (مخاطر فجائية)، بل وقد يزيد من التقلبات، ويجعل السوق يقفز فجأة عند أسعار معينة.

طالب: وقف الخسارة هو تبادل وليس تأميناً مع ذلك، لا تدعو الورقة البحثية المستثمرين إلى “عدم استخدام وقف الخسارة”. يؤكد طالب أن وقف الخسارة ليس تقليلاً للمخاطر، بل إعادة توزيعها بشكل آخر. فمن خلال وقف الخسارة، تحصل على:

  • خسارة صغيرة محتملة بنسبة عالية (يتم تنفيذ وقف الخسارة)
  • تجنب خسارة كبيرة محتملة بنسبة منخفضة (انهيار أو فجوة سعرية)

أي أن الأمر عبارة عن تبادل، وليس آلية حماية مجانية.

في الواقع، اكتشف السوق بموجب الخبرة نفس وجهة نظر طالب؛ فالكبار عادة ما يدفعون السعر نحو نقاط وقف الخسارة الخاصة بالمستثمرين قبل أن يبدؤوا برفع السعر أو إسقاطه. لذلك هناك أساليب تداول تستغل هذه الاختراقات أو الكسر الكاذب.

ولكسر ظاهرة استهداف نقاط وقف الخسارة، هناك طريقة أخرى تتمثل في أن يضع المستثمرون أوامر معلقة (أي لا تُفعل إلا عند بلوغ السعر المطلوب)، لكن هذا يتطلب أن يتبع معظم المستثمرين هذه الطريقة، كما أن بعض “الحيتان” قد يستخدمون أوامر وهمية للتأثير على السوق، لذا الوضع ليس بهذه البساطة.

وبعد نشر ورقة طالب، أثارت نقاشات واسعة على منصات التواصل الاجتماعي. حيث قال المستخدم @b66ny بصراحة: “وقف الخسارة ليس تعويذة سحرية، بل هو قنبلة موقوتة وضعتها عند السعر الذي حددته بنفسك”.

وأشار إلى أن وقف الخسارة يجمع احتمالات الخسارة الموزعة “ويكدسها كلها في نقطة واحدة”، مما يجعل ذلك السعر أضعف نقطة في السوق، وأسهل في الاستهداف، وأكثر المناطق جذباً للسيولة.

ويعتقد العديد من المستثمرين أن السوق “يطارد وقف الخسارة”، والحقيقة أن السبب في ذلك أن الجميع يضع وقف الخسارة عند نفس المستوى، مما يخلق حفرة سيولة جماعية. ليخلص إلى القول: “وقف الخسارة ليس سحراً لتقليل المخاطر، بل هو اختيار — اختيار مكان موتك، وهل موتك كان يستحق العناء أم لا”.

وتذكر ورقة طالب المستثمرين: وقف الخسارة ليس أمراً يجب عدم استخدامه، بل يجب فهمه بشكل صحيح. ففي عالم إدارة المخاطر، لا توجد حماية بدون تكلفة. وفهم ما تتحمله فعلاً هو أهم تدبير أمان في الاستثمار.

تقارير ذات صلة

  • استراتيجية مايكروستراتيجي: هل أوقفت بيتكوين احتياطياتها؟ التراكم اللامحدود يتحول إلى تكديس نقدي، هل يجب على المستثمرين الأفراد الهروب؟
  • انهيار شركة American Bitcoin، التابعة لنجل ترامب، بنسبة 39%! انتهاء فترة حظر بيع الأسهم الخاصة فجّر ضغط البيع
  • CryptoQuant: مؤشرات السلسلة للبيتكوين “معظمها هابطة”، ودخول السوق الهابطة بدون سيولة كلية المقال الأصلي بعنوان “مؤلف البجعة السوداء: الاستثمار بدون وقف خسارة أكثر أماناً؟ المخاطر الهيكلية الخفية وراء ذلك” نُشر أولاً على موقع BlockTempo، أكثر وسائل الإعلام تأثيراً في مجال البلوكشين.
BTC-2.05%
شاهد النسخة الأصلية
قد تحتوي هذه الصفحة على محتوى من جهات خارجية، يتم تقديمه لأغراض إعلامية فقط (وليس كإقرارات/ضمانات)، ولا ينبغي اعتباره موافقة على آرائه من قبل Gate، ولا بمثابة نصيحة مالية أو مهنية. انظر إلى إخلاء المسؤولية للحصول على التفاصيل.
  • أعجبني
  • تعليق
  • إعادة النشر
  • مشاركة
تعليق
0/400
لا توجد تعليقات
  • Gate Fun الساخنعرض المزيد
  • القيمة السوقية:$3.61Kعدد الحائزين:2
    0.00%
  • القيمة السوقية:$4.01Kعدد الحائزين:3
    1.97%
  • القيمة السوقية:$5.28Kعدد الحائزين:11
    8.30%
  • القيمة السوقية:$3.57Kعدد الحائزين:2
    0.06%
  • القيمة السوقية:$3.55Kعدد الحائزين:3
    0.00%
  • تثبيت